تفادي الأخطاء داخل السيرة الذاتية

ما لم تكن تتقدم بطلب للحصول على وظيفة في مطعم بيتزا، فلا ينبغي أن تذكر في نهاية سيرتك الذاتية أن هدفك الوظيفي هو "صنع العجينة"، أو أن تكون هذه السيرة مزخرفة بالأرانب الزهرية، أو أن تحتوي على بعض المصطلحات العامية المستخدمة في الرسائل النصية مثل (هاها - LOL).

لقد كان بين المرشحين للوظائف من ارتكب أحد هذه الأخطاء بالفعل، وبالرغم من أنهم أثاروا انتباه صاحب العمل، إلا أن فرصتهم في الحصول على الوظيفة كانت معدومة. وقد أصبحت هذه الأخطاء من بين عيوب السير الذاتية التي لن ينساها المدراء المسؤولون عن التوظيف.

وتقول روزماري هافنر، نائب رئيس الموارد البشرية في موقع الوظائف (CareerBuilder.com): "لا بد وأن يكون كل مسؤول عن التوظيف قد صادف سيرة ذاتية تحوي أخطاء كتلك، فلربما يحاول هؤلاء الباحثون عن العمل أن يكونوا أذكياء ويبرزوا بها؛ إلا أن هذه الأخطاء غالبا ما تعطي نتائج عكسية ويكون مصير السيرة الذاتية الرفض".

كما أجرى مركز (هاريس التفاعلي – Harris Interactive)، وهو شركة متخصصة في أبحاث السوق، دراسة بالنيابة عن موقع (CareerBuilder) شملت 2,298 مديرا، كشف من خلالها عن 12 من أغرب الأشياء التي قد يصادفها أصحاب العمل في السير الذاتية لهذا العام. فعلى سبيل المثال، كتبت إحدى المرشحات لوظيفة ما أن عائلتها كانت أفرادا من عصابة مجرمة، بينما وردت بعض الأخطاء الإملائية في السيرة الذاتية الخاصة بمرشح آخر لوظيفة محاسبة، كما أنه أخطأ في كتابة اسم الشركة.

وكشفت الدراسة ما يلي: يقضي واحد من بين خمسة مدراء في قسم الموارد البشرية أقل من 30 ثانية في النظر إلى طلبات التوظيف، بينما يقضي 40% منهم ما يقل عن دقيقة؛ وهذا يعني أن المتقدم بالطلب قد يدخل على محتوى السيرة الذاتية ما يكون غريبا أو غير ملائم كي يتميز عن الآخرين.

إن هناك طرق أكثر احترافية يمكنك من خلالها أن تتميز وتثبت وجودك. إذ تقول هافنر: "يمكن إرسال السيرة الذاتية بكل سهولة باستخدام التكنولوجيا الحديثة، ولكن إذا قضيت وقتا أطول في تنقيحها، فستحصل على انتباه أكثر أثناء استعراضها". وتتابع قولها: "تلقى السير الذاتية المنقحة استحسانا من قبل المدراء المسؤولين عن التوظيف، وهذا يساعدك في إثبات وجودك بالاستناد إلى أسس جيدة".

وتنصحك هافنر بأن تجري بعض التعديلات على سيرتك الذاتية فيما يتعلق بكل منصب وظيفي شغلته، بحيث تظهر إنجازاتك ومزاياتك، ثم أن تحرص على استخدام لغة واضحة وسهلة الفهم. وتضيف قائلة: "أنت تريد أن تلفت انتباه المدير، وبالتالي ينبغي عليك أن تذكر المعلومات الملائمة". فالإتيان بتفاصيل سخيفة أو حتى تزيين سيرتك الذاتية قد يكون ملفتا للأنظار ولكن مثيرا للضحك ولن يجعلك تفوز بالوظيفة.

وتتابع قولها: "كن مبدعا ولكن بذكاء". وأفضل طريقة للقيام بذلك هي تنقيح سيرتك الذاتية لتعرف الآخرين بك وبإسهاماتك. وتضيف هافنر: "القليل من الناس يخصص الوقت الكافي للقيام بذلك، وهذا سيجعلك مميزا".

وقد طلب موقع (CareerBuilder) من المدراء المسؤولين عن التوظيف طرح بعض الأمثلة المتعلقة بالإبداع الإيجابي في كتابة السيرة الذاتية. إليكم هذه الأمثلة:

• أرسل أحد المرشحين لوظيفة ما سيرته الذاتية على شكل (مكعب روبيك) كبير الحجم، فكان ينبغي تدوير الواجهة بالشكل الصحيح كي يتمكن المرء من قراءتها؛ فحصل على الوظيفة.
• بينما قامت ربة منزل بسرد مهاراتها كالآتي: أنا ممرضة، وربة منزل، وطباخة، ومعلمة، وعاملة نظافة، وأحكم في النزاعات، وسائقة تكسي، وسكرتيرة، وخياطة، ومساعدة شخصية للتسوق، ومعالجة؛ فحصلت على الوظيفة.
• صممت إحدى المرشحات نشرة تسويقية تروج من خلالها لنفسها على أنها المرشح الأفضل للوظيفة؛ فحصلت عليها.
• وضع أحد المرشحين قائمة بإنجازاته والدروس التي تعلمها من كل منصب وظيفي شغله، كما ذكر بعض الأمثلة على الخدمات الجيدة التي قدمها للزبائن، بالإضافة إلى بعض المواقف التي يتمنى لو أنه تصرف فيها على نحو مغاير؛ فحصل على الوظيفة.
• تقدم مرشح لطلب وظيفة في منصب إداري يعنى بالأطعمة والمشروبات، فأرسل سيرته الذاتية على شكل قائمة للمأكولات الراقية؛ فحصل على الوظيفة.
• - بينما قام مرشح آخر بصياغة سيرته الذاتية لتبدو على شكل صفحة غوغل عندما تبحث فيها عن "المرشح المثالي للوظيفة"؛ إلا أن هذا المرشح لم يحصل على الوظيفة في نهاية المطاف، ولكن طلبه أخذ بعين الاعتبار.

فسواء أكنت ستختار طريق الإبداع في تقديم طلبك الوظيفي أم أنك ستتخذ منحى تقليديا، ينبغي أن تكون سيرتك الذاتية خالية من العيوب. وتوصي هافنر بأن تأتي بثلاثة أو أربعة أشخاص آخرين فيشرفوا على تحريرها؛ حيث أنك تحتاج أحيانا إلى من ينظر إليها بعين الموضوعية فينتبه إلى وجود بعض المحتويات الغامضة أو غير الملائمة.

تقول هافنر: "فكر بالطريقة التي ترغب أن تقدم نفسك من خلالها، فهناك مجموعة كبيرة من السير الذاتية التي سيتطرق إليها المدير المسؤول عن التوظيف، وهو يبحث دائما عن سبب يجعلك متميزا عمن سواك".

وعندما سئل هؤلاء المدراء عن الأسباب التي قد تدفعهم إلى استبعاد المرشح فورا، فأشاروا إلى السير الذاتية التي ترد فيه أخطاء مطبعية، وتلك التي نسخت كما هائلا من المصطلحات الواردة في الإعلان الوظيفي، وتلك التي تحوي عنوانا بريديا غير مناسب، وتلك التي لا تشتمل على قائمة تضم المهارات الشخصية، وتلك التي تتعدى الصفحتين، وتلك المطبوعة على ورق مزين.

خلاصة الأمر أن سيرتك الذاتية هي الانطباع الأول الذي تتركه لدى المدير المسؤول عن التوظيف. وحتى لا يكون الانطباع الأخير، انتق بعناية الأمور التي تريد أن يلمحها صاحب العمل فورا، واسع جاهدا لأن تتميز من خلال نص مهني منقح. فادعاؤك بأنك عبقري، أو حتى قيامك بدعوة المدير المسؤول لإجراء المقابلة في شقتك الخاصة لن يجدي نفعا.

 

تأليف : جاكلين سميث

المصدر: موقع فوربس الشرق الأوسط